واجهت رحيلك

واجهت رحيلك
بصمت راهب بوذي
وبقايا من كبرياء
بدمعٍ سجنته المآقي
ووحدةٍ بكماء
dcba
واجهت رحيلك
بذكرى يغشاها الظلام
وهَذْيٌ مكلل بالشقاء
dcba
حين رحلت..
أثار صرير الباب خلفك
وجع أوراقي البيضاء
فنبشتَ جرح كتابتي
وشنقت في قلمي النداء
لونت ربيعي بالأسود
وسلبتَ الدفء من الشتاء
حين رحلت..
واجهت رحيلك
بعنفوان وصمت النساء
صليبَ ألمي على كتفي
حملته دون انحناء
وسرت به إلى نطعي
بخطو كسير بلا رجاء
وقلبٍ ذبيحٍ بلا صراخ
بلا التفات إلى الوراء
dcba
حين رحلت
أضحى الأبيض كما الأسود
والأرض كما السماء
وصار الجرح كما الفرح
وحرُّ النار كبرد الماء
والجفاف كما المطر
والموتى كما الأحياء
ورغم ذلك
لم أقم لرحيل قلبك مأتماً
ولن أحيي الذكرى بالبكاء
فأنت سيدي لست تعرف
ما معنى أن تصبر أنثى
وأن تواجه قسوة رجل
بكبرياء
dcba
وواجهت رحيلك
ولا زال قلبي يجيد الغناء
ولا زال جرحي يتحلى
بكل إباء الشعراء
فثق تماماً
بأن رحيلك ليس يعني
أن أرمي نفسي بحضن الفناء
فقبلك كان المطر يهطل

وبعدك لن تهوي السماء!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق