أشباه الساسة والزعماء، بين المواقف المحرجة واغتنام الفرصة

ظهرت خلال السنوات الماضية أشباه نجوم كثر، لكن أشباه “الساسة والزعماء” حكاية مختلفة، لا سيما بعد سقوط هذا الرئيس أو ذاك، فصدام حسين مثلاً ظل “الجدل” قائماً في شبيهه (جاسم العلي و ميخائيل رمضان)، وعما إذا كان الذي أعدم “الشبيه” أم الأصلي، وبالتالي ما إذا كان صدام حسين حياً أو ميتاً.

وقبله كان أدولف هتلر الشخصية الأكثر جدلاً في القرن الماضي، حيث ذهبت الكثير من الروايات التي تؤكد وجوده، إلى أن قضية انتحاره ما هي إلا تمويهاً لقوات التحالف، وأن الميت ما هو إلا أحد أشباهه الستة.

واليوم، تظهر عدة وجوه هي أشباه لرؤساء وزعماء مخلوعين أو ميتين أو سجناء، إلا أن هذا الشبه قد يكون مربكاً ومحرجاً لهم، وقد يتمكنون من الاستفادة منهم.

فالحاج رمضان السوهاجي، شبيه الرئيس محمد مرسي، تعرض لمواقف محرجة بسبب هذا الشبه بينه وبين الرئيس. وهو يشغل وظيفة بائع للأدوات الكهربائية منذ أكثر من أربعين عاماً في حي العباسية، إذ يدفع الشبة الكبير بين مرسي ورمضان الكثيرَ من المواطنين لتحيته والتقاط الصور معه، بل وتحيته بعبارة “أهلاً سيادة الرئيس”. والحاج رمضان يبيع الأدوات الكهربائية في حي العباسية منذ أربعين عاماً.
وكانت لهذا الشبه بعض الأضرار على الحاج رمضان، فبعض منتقدي مرسي من المواطنين يصبّون جام غضبهم عليه، بل إن هناك من يرفض الشراء منه بسبب الشبه بينه وبين مرسي، على حد قوله.
وحتى داخل أنصار الرئيس مرسي فإن المواقف الحرجة لا تختفي، فحين قرر الحاج رمضان المشاركة في مليونية الشرعية والشريعة التي نظمها الإسلاميون لدعم مرسي استوقفه بعضهم بعد أن ظنوا أن الرئيس قرر المشاركة في التظاهرة مرتدياً الجلباب من دون حراسة.
أما أكثر ما يضايق رمضان فهو أن هذا الشبه ينتهي عادة بنقاش سياسي حول أداء الرئيس بين المواطنين، وهو ما يؤثر على عمليات البيع والشراء.

أما المواطن اليمني محمد عبدالله شمري لم يكن يعلم أنه سيحدث جلبة كبيرة لدى الشارع المصري الذين ظنوا أنه الرئيس المخلوع حسني مبارك، وراحوا يتجمعون حوله معتقدين أنه خرج من سجنه، لكنه بالكاد استطاع أن يؤكد لهم هويته الأصلية وأظهر جوازه، وأن وجوده في القاهرة ليس سوى زيارة إلى أهله.


أما سالم سميرات “شبيه” ياسر عرفات بملابسه العسكرية وكوفيته الخاصة يتجول في سوق الخضر في رام الله، ويقف بين الحين والآخر وينادي زبائنه بلهجة فلسطينية شعبية، ويسوّق للطماطم الناضجة والبطيخ، فيصيح بصوت عال “من أبوعمار اشترِ. ادفع خمسة فقط لتأخذ بطيختين”.
ويرفع سميرات يده ويفتح أصبعيه، كما كان يفعل أبوعمار في علامة على النصر، ويبتسم ابتسامة تملأ وجهه حتى تظهر الأسنان كلها، هي قصة الرجل الذي يشبه الرئيس الراحل أبو عمار، وهو بائع فواكه في الضفة الغربية في رام الله، يجتمع الفلسطينيون حوله في كل مناسبة، لأنه يذكرهم بقائدهم ورمزهم الراحل.


ومحمد بشر، وهو شبيه صدام حسين، تم اختطافه من قبل مجموعة تقوم بإنتاج الأفلام الإباحية، وعرضوا عليه 200 ألف جنيه استرليني للمشاركة في فيلم إباحي عن صدام حسين، وعندما رفض هذا العرض ألقوه من السيارة وهي مسرعة، وتم إسعافه في أحد المشافي القريبة.


ويبدو أن الأمور تسوء أيضاً مع أنطوني بينا، الذي كان يعمل شبيهاً للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في البرنامج الذي يقدمه المذيع والكوميدي الأميركي كونان أوبرين، وقال لبينا عند مقتل القذافي «حظاً سعيداً في المستقبل»، وتوقف عن استضافته في برنامجه.

أما أكثر الأشباه شبهاً، فهو الإندونيسي إلهام أنس (34 سنة) الذي ظهر بعد تسلم الرئيس الأميركي أوباما السلطة، وبالكاد يفرق المشاهد بين الاثنين.
وقد أعلن أنس أنه عازم على استغلال شهرته الجديدة فى الإعلانات الدعائية والتلفزيون، طالما لا تنتهك الأخلاق وتنسجم مع قيمه، كما قال إنه خجول بطبعه ولا يحب الشهرة، إلا أنه يعتبر أن شبهه بأوباما فرصة، بعد أن كان “يكره” شكله عندما ينظر إلى سحنته في المرآة لسنوات طويلة.

وقبل أنس تصوير إعلان للترويج لدواء فى الفيليبين، وتلقى عروضاً من كوريا الجنوبية وإندونيسيا، كما كسب شهرة فى جنوب شرق آسيا بعد أن بثت صورة على الإنترنت، على أنه الرئيس الأمريكى الجديد.


أما شبيه الرئيس الإيراني الحالي أحمد نجاد، فهو عامل أهوازي يشتغل بالبناء وتلقيح النخيل بالكويت.


ويعتبر عبدالعزيز بويدناين، شبيه بن لادن، أشهر “كومبارس” في مدينة “ورزازات”، هوليود السينما المغربية. ويروي أن علاقته برجل القاعدة تعود إلى سنة 2008 حين اختاره مخرج بلجيكي لتجسيد دور تلك الشخصية، مشيراً إلى أن عملية التصوير امتدت حتى سنة 2012، ودارت أطوارها ما بين “ورزازات” وأفغانستان، مشيراً إلى أن مهنته السابقة كجندي في القوات المسلحة الملكية سهلت عليه أداء الدور، لكونه متمرساً على استعمال جميع أنواع الأسلحة، وهو ما جعل أيضاً قناة “ناشيونل جيوغرافيك” الدولية، تبعاً له، تسند إليه تأدية دور أسامة بن لادن في أحد أفلامها الوثائقية، نظراً للتشابه الكبير بينهما.

ويشير عبدالعزيز بويدناين إلى أنه شارك طوال مساره المهني كممثل “كومبارس” في نحو 60 عملاً وفيلماً ومسلسلاً، من ضمنها: الوصايا العشر، ملوك الطوائف، صلاح الدين الأيوبي، الفراعنة، الطريق إلى كابول، ابن بطوطة، في انتظار بازوليني وغيرها.

شبيه بن لادن لا يصدق إلى الآن وفاته، كما لا يتضايق من مناداة الناس له باسم بن لادن، لأنه كان سبباً في شهرته.


أما الجديد، فهو شبيه الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ليس ببعيد عن السلطة، حيث يعمل ضابطاً طياراً في سلاح الجو، لكن قوات الجيش الحر أسقطت طائرته وأصبح في أيديهم كأسير.


وكان قد ظهر قبله في تركيا شبيه أبيه “حافظ الأسد” الذي رحل قبل 14 عاماً، وشبيهه مواطن تركي كبير في السن، ظهر في قرية تركية جنوبية حيث أدهش الحاضرين كافة في أحد المقاهي التركية، مما فاجأ اللاجئين السوريين في تركيا.

وتبقى قصة الأشباه طويلة، تتراوح بين أشباه استغلوا شبههم بوجوه ساسة وزعماء معتبرين هذا الشبه فرصة لا تؤتى لأي كان، وبين أشباه مارسوا حياتهم بشكل عادي كما لو أنهم ليسوا أشباهاً لرموز سياسية كبيرة، بل كان هذا الشبه مصدر إرباك وإحراج لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق